{وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6)}قرأ الأعمش: {يا أيها الذي ألقي عليه الذكر}، وكأن هذا النداء منهم على وجه الاستهزاء، كما قال فرعون {إِنَّ رَسُولَكُمُ الذى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} [الشعراء: 27] وكيف يقرّون بنزول الذكر عليه وينسبونه إلى الجنون. والتعكيس في كلامهم للاستهزاء والتهكم مذهب واسع. وقد جاء في كتاب الله في مواضع، منها {فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران: 21]، {إِنَّك لأَنت الحليم الرشيد} [هود: 87] وقد يوجد كثيراً في كلام العجم، والمعنى: إنك لتقول قول المجانين حين تدعي أنّ الله نزل عليك الذكر.