سورة الحجر - تفسير تفسير الزمخشري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجر)


        


{وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6)}
قرأ الأعمش: {يا أيها الذي ألقي عليه الذكر}، وكأن هذا النداء منهم على وجه الاستهزاء، كما قال فرعون {إِنَّ رَسُولَكُمُ الذى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} [الشعراء: 27] وكيف يقرّون بنزول الذكر عليه وينسبونه إلى الجنون. والتعكيس في كلامهم للاستهزاء والتهكم مذهب واسع. وقد جاء في كتاب الله في مواضع، منها {فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران: 21]، {إِنَّك لأَنت الحليم الرشيد} [هود: 87] وقد يوجد كثيراً في كلام العجم، والمعنى: إنك لتقول قول المجانين حين تدعي أنّ الله نزل عليك الذكر.


{لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7)}
{لَّوْ} ركبت مع (لا) و (لا) لمعنيين: معنى امتناع الشيء لوجود غيره، ومعنى التحضيض، وأما (هل) فلم تركب إلا مع (لا) وحدها للتحضيض: قال ابن مقبل:
لَوْمَالْحَيَاءُ وَلَوْمَا الدِّينُ عِبْتُكُمَا *** بِبَعْضِ مَا فِيكُمَا إذْ عِبْتُمَا عَوَرِى
والمعنى: هلا تأتينا بالملائكة يشهدون بصدقك ويعضدونك على إنذارك، كقوله تعالى {لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً} [الفرقان: 7] أو: هلا تأتينا بالملائكة للعقاب على تكذيبنا لك إن كنت صادقاً كما كانت تاتي الأمم المكذبة برسلها؟


{مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8)}
قرئ: {تنزل}، بمعنى تتنزل {وتنزل} على البناء للمفعول من نزل، و{نُنَزّلُ الملائكة}: بالنون ونصب الملائكة {إِلاَّ بالحق} إلا تنزلا ملتبساً بالحكمة والمصلحة، ولا حكمة في أن تأتيكم عياناً تشاهدونهم ويشهدون لكم بصدق النبي صلى الله عليه وسلم، لأنكم حينئذ مصدّقون عن اضطرار ومثله قوله تعالى {وَمَا خَلَقْنَا السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بالحق} [الحجر: 85] وقيل: الحق الوحي أو العذاب. و{إِذَا} جواب وجزاء، لأنه جواب لهم وجزاء لشرط مقدر تقديره: ولو نزلنا الملائكة ما كانوا منظرين وما أخر عذابهم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8